بيروتنا
Original price was: $45.00.$15.00Current price is: $15.00.
Beirutana (Our Beirut – Pre-War Stories and Pictures, in Arabic)
4 in stock
بيروتنا
(Beirutana (Our Beirut – Pre-War Stories and Pictures, in Arabic
by Mayor Itani and Abdul Latif Fakhoury
مختار عيتاني، عبد اللطيف فاخوري
مقتطفات من كتاب بيروتنا
القبضايات
قيل ان اصل كلمة قبضاي تركي ومعناها الخال الغليظ ، وربما من هنا اتت الكلمة المعروفة بين القباضايات "إيش يا خال" ومنها مثلا ابوزيد خاله
والقبضاي يعرف بأنه "مروتلي" وصاحب نخوة ، وكلمة "مروتلي" من مروءة ، والمرؤة إسم جامع لمحاسن الطباع .
وقيل بأن المرؤة جمعت في الآية الكريمة "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون"
وقيل انها العفاف ، والرضى بالكفاف، وتوخي الإنصاف ، وقلة الخلاف .
كانت هذه الصفات ميزة القباضايات في بيروتز وكان لكل حي أو منطقة زعيمها ، الناطق بأسمها والمدافع عن مصالح سكانها وزعماء الأحياء متفقون فيما بينهم على أصول التعامل وعلى وجوب التقيّد بالأعراف والتقاليد الاجتماعية ، لا فرق في ذلك بين قبضاي البسطة وقبضاي الأشرفية ، فالمرءة والشهامة وإغاثة الملهوف والدفاع عن العرض والمال ومبادىء الشرف وحسن المعاملة وعدم الاعتداء ، كلها أمور يشترك فيها الجميع دون تمييز
صفات القبضاي
القباضايات متمسكون بالرجولة ، متشبثون بالحفاظ على الكرامة.
ورغم شجاعة القبضاي وخشونته ، إلا أنه يحرص على المحافظة على الاعراض والحرمات . والقبضاي فوق كل ذلك ، كبير القوم ، سيدهم وخادهم ، إذا ألّمت بأحدهم مصيبة ، هرع إليه فوجد عنده حلاّ لها .
فأبو عبد البيروتي هو نفسه أبو صياح الدمشقي والمعلم زينهم المصري.
وفي كل محلة مقهى هو مركز اجتماع قبضاياتها .
وكان رجال بيروت وقبضاياتها في الصف الأول للدفاع عن الوطن والتصدي لهجمات الأعداء ، فقد هبوا لمساعدة المحاصرين في عكا من قبل الصليبيبن على ما أشار اليه الكاتب عبد العزيز سيد الأهل في كتابه "أيام صلاح الدين" ، وتوجهوا في بطسة انتحارية كما ذكر ابو شامة المقدسي في كتاب الروضتين
الجدير بالذكر أن الكرم من شيم القبضايات ، فيقال عن القبضاي أنه "كساب وهاب" فكان يعطي الفقراء كل ما يحصله
نخله العربانية
ويأتي نخله العربانية أو نخله الأسمر في طليعة قبضايات بيروت المشهود لهم بالشهامة والشجاعة ، لا يهاب في الحق لومة لائم، وقد جمعت الصداقة، حتى درجة الأخوة ، بينه وبين قبضايات بيروت وعلى رأسهم أحمد أفندي البواب في البسطة
اشتهر نخله العربانية بالدفاع عن أهل بيروت ، فقد كان بعض الزعران ينحدرون إلى جهة نهر بيروت ،فيقطعون النهر ويدخلون إلى المدينة ، فيستولون على المواشي ويعتدون على المزارعين ويهربون متباهين . فأخبر قبضايات البسطة نخله العربانية بالأمر وطلبوا مساعدته ، فتصدى للزعران وأوقفهم عند حدهم ومنع تعدياتهم ، فحقدوا عليه وحاولوا قتله
وروي أن أحد متزعمي محلة عين المريسة ، أرسل اتباعه يوماً إلى بيت امراة في المحلة ، يخبرها برغبة رئيسه بزيارتها ويطلب الاستعداد لأكرامه أرسلت المرأة تعلم نخله العربانية ز فحضر إلى المحلة وسأل عن مكان تواجد الأزعر المذكور وتوجه إلى المقهى الذي يتردد عليه وقال له : إن فلانة أرسلتني كي آخذك إلى بيتها . وأطلق عليه رصاصة أردته. وقد منع أحمد البواب أياً من الحاضرين من الشهادة ضد العربانية
أوقف مرة نخله العربانية يوماً على ذمة التحقيق للظن باشتراكه في حادث قتل ، وكان المحقق في حينه الدكتور صبحي المحمصاني . فزارته زوجته في السجن حاملة معها كمية من ثمار الصبير . ولم يكن باستطاعة حارس السجن مسك الصبيرات ، فطلب من المرأة أن تعدها ، واثناء ذلك قال لها زوجها : روحي شوفي خيي أحمد البواب .. توجهت زوجة العربانية إلى بيت البواب في البسطة لتعلمه بالأمر ، فاستقبلها مديراً لها ظهره كي لا يرى وجهها (هي حرمة أخيه) وطمأنها بعمل اللازم وأمر العربجي بإيصلها إلى منزلها معززة مكرمة ورجاها عدم مغادرة بيتها ، مكلفَاً العربجي بتأمين كل ما يلزمها طيلة غياب زوجها . وتابع القضية وأثبت براءة نخلة مما نسب إليه
المشاهير من باقي قبضايات بيروت
نشير إلى أن الحاج سعيد حمد كان يعلّق في مقهاه صور قبضايات بيروت عامة والبسطة خاصة، ومنهم أبو ناجي شهاب الدين وعبداللطيف النعماني وعكيف السبع (والد الوزير حسن السبع) . ومن القبضايات المشهورين خليل آغا عبد العال ومحمد خضر العانوتي والبدوي الفيومي (صاحب محطة الفيومي) وحبيب الدندشلي شيخ شباب برج أبي حيدر ، وسعدالدين القيسي وأبو خليل القيسي ومصباح قليلات في رأس النبع ، ولأبو أحمد طقوش في رأس بيروت وأحمد الحوت (أبو بشير) في عين المريسة ، وراشد دوغان وعلي شفيق وحسن منيمنه وعبدالغني دبيبو (صاحب مقهى دبيبو) وأحمد جلول وحسين سجعان وعبدالغني عيتاني وعبدالحفيظ الحوت وإبراهيم الدنا (صاحب محطة الدنا) وغيرهم
ولابدّ أخيراً من الإشارة إلى زعيم شباب الأشرفية الحاج نقولا مراد ، الذي كانت له مع قبضايات البسطة صداقة ومحبة وتعاون ووفاء ولم تغيره الأهواء والمنازعات ، ولا نالت منه الأزمات
مواقف مشهودة
في التاريخ المعاصر، بعد سقوط الجبهة العسكرية النظامية في ليبيا أمام الغزو الايطالي، ومنع الانكليز مرور النجدات إلى المجاهدين ، كان لبحارة بيروت وقوادهم قصب السبق في ارسال المؤن والنجدة بالذخائر والأعتدة، وكان الأمير شكيب أرسلان على متن أحد المراكب ، يرافقه اليوزباشي مصطفى كمال
وعندما قصف الأسطول الايطالي بيروت سنة 1912 ، هبّ رجالها وقبضاياتها إلى الشاطىء، مسلحين بالسيوف والخناجر والهراوات ، ونزلوا البحر سباحة باتجاه البوارج واستشهد منهم عدد كبير
يذكر أن أحمد آغا الشرقاوي شيخ المرفأ ورفاقه من البحرية، تزعموا سنة 1908 حملة مقاطقة البضائع النمساوية كالسكر والطرابيش ، واجبروا التجار على التقيّد بالمقاطعة، وساندهم في ذلك القبضايات في صيدا وطرابلس ودمشق وسائر مدن الشام ، وقامت المظاهرات والمسيرات في بيروت، فقام الأهالي بنزع طرابيشهم ورميها أرضاً ، كما قام بعض الشبان وعلى رأسهم أبو أحمد الجاك ، بتمزيق طرابيشهم النمساوية وارتداء القالبق
وعلى ذكر أبي أحمد الجاك ، أحد قبضايات بيروت وجالها الشهم، نشير إلى أن لفظة "الجاك" انكليزية، تعني الرجل الذي يمثل العامة ، ويتمتع بسرعة بديهة وإقدام على المساعدة وحمية فورية. وآل الجاك جرائريو الأصل من عائلة فرغل، سكن جدهم في محلة باب ادريس ، ولقب بالجاك على ما يقال من أن ملك انكلتره كان قد أرسل إلى قنصله في بيروت بريد الامبراطورية التي يتضمن أشياء ثمينة وسرية.فلما وصلت الباخرة التي تحمل البريد إلى بيروت ، كان البحر جبال كما يقال، وخاف القنصل الذي كان واقفاً على الشاطىء ، من غرقها ووقوع البريد يأيدي أخرى ، فأخذت الحمية ابن فرغل وأخذ سنبكاً وبعض رجاله ، وانطلق رغم العاصفة إلى المركب وأحضر البريد، فأعجب به القنصل وقال له :"برافو جاك" ، فغلب هذا اللفظ
ولأبي أحمد الجاك ، وابنه من بعده ، مواقف تذكر فتشكر، عندما أراد والي بيروت توسيع سوق الفشخة ، قضت التوسعة باستملاك بيت أبي أحمد في باب ادريس ، فعارض الانتقال منه وتأخر تنفيذ المشروع ، مما اضطر الوالي إلى استرضاء أبي أحمد
ويذكر أن أبا أحمد الجاك ، كان يستثمر قهوة موقعها محل موقع صيدلية الجميل في ساحة البرج، كانت تعرف ب"القهوة التحتانية" ، حضرت فرقة من العسكر التركي وعلى رأسها ضابط فارس ، يبغون تفتيش القهوة بحجة وجود سلاح . عارض أبي أحمد بقوله : نحن حماية ولانسمح بذلك(كان يحمل جوازاً فرنسياً) . رفع الضابط الكرباج يهم بضرب أبي أحمد الذي كان طويلاً عريضاً ، فما كان من الجاك إلا أن أمسك الكرباج وشده بقوة أوقعت الضابط أرضاً، وبدأ عندها اطلاق النار ، وتراجع العسكر منهزماً شمالاً نحو سراي المدينة (قرب الريفولي) وأقفولوا أبوابها وطلبوا النجدة ، فيما توجه أبو أحمد الجاك إلى محلة المصيطبة إلى بيت آل العانوتي ريثما تهدأ الأمور
نشأت اثر ذلك أزمة دولية بين فرنسا والدولة العثمانية ، بالنظر لتمسك القنصلية الفرنسية بتبعة الجاك الفرنسية، حتى أن والي بيروت في حينه ، ناظم باشا، قدم استقالته احتجاجاً متذرعاً بتبعة الجاك العثمانية . كما ثار جدل كبير في الاستانة ودوائرها الرسمية حول الامتيازات الأجنبية
نشأ أحمد الجاك على خطى أبيه، وكانت له مواقف مشهودة وأقوال مأثورة ز منها عدا}ه للاحتلال الفرنسي ورفضه التعاون مع المحتلين ، حتى أنهم أمروا رجالهم بالحضور إلى مقهاه في ساحة البرج (كوكب الشرق) وتكسيره بحجة وجود ممنوعات فيه، وأسرع أحد رجاله بإخباره بذلك ، فاتخذ الحيطة ولم يترك في المقهى سوى أشياء لا قيمة لها
من أقوال أحمد الجاك أن القبضاي لا يحمل مسدس ، والرجولة في المولقف الصعية تتطلب حنكة وقوة شخصية أكثر مما تتطلب ناراً . شاهد يوماً أبا عفيف كريدية يحمل مسدساً ظاهراً ويمشي مع الراحل رياض الصلح ، فقال له : ليش عم تمشوا وتبينوا سلاحكم ، هيك بتعملوا له أعداء
وصلت شهرة الجاك إلى فلسطين ومصر ز وقصده مرة أحمد عبدالعال في قضية له في الاسكندرية ورجاه التدخل فيها وحلها ، والبسه خاتمه لعدم نسيان الموضوع. وصودف أن قتل أحمد عبد العال في تلك الليلة ، وكاد يظن بالجاك كونه يلبس خاتم المقتول
يذكر أن قباضايات بيروت رفضوا التعاون مع الفرنسيين أثناء الاحتلال وحقدوا على كل من تعاون معهم، وكان أسعد خوشيد ،مديراً للاخلية ، فاتهموه بممالأة الفرنسيين وتنفيذ رغباتهم ، والخروج على القرار الوطني بقاطقة انتخاب المندوبين، فقرروا التخلص منه ، ودبروا أمرهم بينهم بليل، فكمن له خالد وديب العلي عند مدخل المستشفى الفرنسي في محلة الخندق الغميق وأطلقو النار عليه
واتهم أبو عبد الغفار (محمد العيتاني) ، وكان من قبضايات محلة البسطة التحتا ، بأنه أقدم على تمزيق العلم الفرنسي وإهانته فحكم عليه بالسجن . ولكن زعماء المدينة وأهلها من كل الطوائف تدخلوا لتبرئته.
Language: Arabic
ISBN: N/A
1997, paperback, 232 pages, 24 x 17 cm
Book Condition: New
Publisher: Bissan
Additional information
Weight | 2 lbs |
---|---|
Source | Imported |
Book/Item Condition | New |
Shipping Weight | 2 |
Additional Note(s) | TBA |